وَجهُ أُمّي .. وَجهُ أمّتي
المطلوب من المجلس البلدي العتيد
الدكتور نزيه كبارة
6/29/2016
مع انتهاء الانتخابات البلدية التي أسفرت- في طرابلس- عن تشكيل مجلس بلدي من اللائحتين المتنافستين: لائحة (لطرابلس) الإئتلافية ولائحة (قرار طرابلس) وفوز ثمانية مرشحين من الاولى وستة عشر مرشحاً من الثانية، ثم انتخاب المهندس أحمد قمر الدين لرئاسة البلدية... يعلق المواطنون آمالاً عريضة على المجلس البلدي الجديد، رئيساً وأعضاء، للنهوض بمدينتهم والإرتقاء بها الى مستوى "العاصمة الثانية" كما كانت ولا تزال تدعى، وإن غابت عنها في الفترة الأخيرة سماتُ المدينة التي تستحق مثل هذا اللقب للأسباب المعروفة.
وإذ نهنئ المجلس الجديد، رئيساً وأعضاء، بفوزهم ونتمنى لهم التوفيق في تحقيق الآمال التي يعلقها المواطنون عليهم... لا نطالبهم- ولا يحق لنا ان نطالبهم- إلا بما هو من صلاحياتهم المنصوص عليها في قانون البلديات وضمن إمكانات البلدية المتاحة إدارياً ومالياً.
فبماذا نطالبهم؟
نطالبهم أولاً- بمعالجة ما يشكو منه المواطنون، وهي شكوى قائمة ومستمرة من عقود، تُسيء الى المدينة وقاطنيها وزائريها... ونقصد بها حالة النظافة البائسة: فالمدينة تشكو من انعدام النظافة في شوارعها وأزقتها وساحاتها وما بين بناياتها.. ونحن لا نحمل البلدية وحدها مسؤولية العمل على جعل مدينتنا نظيفة، بل نحن جميعاً مسؤولون عنها: سيدات البيوت مسؤولات، واصحاب المحلات التجارية مسؤولون، والسيارات العابرة لطرقاتها والتي لا يجد بعض ركابها حرجاً في إلقاء أعقاب بعض السجاير وفناجين القهوة البلاسيتكية وغير ذلك مما يجب ان يوضع في حاويات النفايات، لا ان يُلقى على الطريق.. ناهيك من محلات بيع السندويشات والعصير التي لا يتورع أصحابها عن احتلال الأرصفة وإلقاء نفاياتهم عليها في منظر تنفر منه النفوس وتتقزز...
نطالبهم بمراقبة عمل الشركة متعهدة جمع النفايات، وبزيادة عدد الحاويات، إذ كثيراً ما نشاهد أكياس النفايات مرمية خارج الحاويات وقد إمتلأت هذه بمثيلاتها من الأكياس، مما يشكل منظراً بائساً بشعاً لا تتمنى العين ان تراه.
ولمعالجة هذه الظاهرة اللاحضارية نقترح إصدار البلدية مطبوعات توجيهية لإرشاد المواطنين والمواطنات الى كيفية التعامل مع نفاياتهم لا سيما إذا ما تقرر وجوب الفرز من المصدر..
نطالبهم بالعمل الجاد على إعادة تشغيل الإشارات الضوئية التي تساعد على تنظيم السير وعلى الحد من الفوضى المستشرية في شوارع المدينة كلها...
نطالبهم، بالتعاون مع المحافظ وشرطة السير، بردع سائقي الدراجات النارية الذين لا يتورعون عن ارتكاب مخالفات السير، وتهديد المارة حتى على الأرصفة. ولا بد من تنظيم استعمال هذه المركبات، وفرض حصول مستعمليها على رُخص سير، وحماية رؤوسهم "بقبعات واقية" كما هو معمول به في الدول الراقية.
نظالبهم بمعاودة العمل بترميم المباني، أقله في الأحياء الجديدة، لسهولة العمل فيها، علماً ان البلدية كانت قبل الحرب الأهلية، بدأت بهذا العمل ثم توقفت نهائياً عنه!!
نطالبهم بتحديث الإدارة البلدية، وتدريب الموظفين على استعمال الحاسوب وغيره من التجهيزات العصرية، وملء الشواغر بعناصر شابة تتمتع بالكفاءة المطلوبة.
نطالبهم بالتفكير الجاد والمسؤول لايجاد الحلول المؤدية الى إنقاذ سوق العطارين من التشويه الفظيع الحاصل، والعمل على إعادته سوقاً "للعطارة" حيث لا يشم المارة إلا ما زكا وطاب من الروائح التي كانت ميزته الأساسية.
إننا نطالبهم بإنجاز هذه الأولويات التي لا بد منها للعودة بطرابلس، كما كانت مدينة يطيب فيها العيش، ويرتادها أهل الجوار والسياح الذين افتقدناهم زمناً طويلاً...
وفي ضوء ما نطالب به، وهو من الأمور البديهية لأي مجلس بلدي، ولأية مدينة تتطلع الى مستقبل أفضل... نأمل من رئيس المجلس البلدي وأعضاء المجلس الإتفاق على خطة عمل يعتزمون تنفيذها في سبيل تحقيق ما هو مطلوب منهم إنجازه "بداية" لينتقلوا بعد ذلك الى القيام بالمسؤوليات الأخرى التي ينص عليها قانون البلديات، وإعلان ذلك للرأي العام.
وغني عن البيان ان تفعيل عمل المجلس لا يتم إلا بالتفاهم والتعاون المثمر والبناء بين الرئيس والاعضاء، لا بالمماحكة والسجالات العقيمة، ووضع العصي في الدواليب... فقد شبعت المدينة من المخازي التي رافقت عمل المجلس البلدي السابق، وهي تأمل من الجميع الارتفاع الى مستوى المسؤولية التي يطالب المواطنون اعضاء المجلس البلدي به، حرصاً على سمعتهم وكرامتهم وتحقيقاً لمصالح المدينة..

تألفت لجنة الأمهات في لبنان بموجب علم وخبر رقم (506) تاريخ 27/04/1960, تأسس فرع طرابلس سنة..