وَجهُ أُمّي .. وَجهُ أمّتي
الكلمات التي ألقيت بحفل تكريم السيدة نعمت فنج

2/27/2008 12:00:00 AM  //  

1 ـ كلمة المعلمة السيدة أمال الصباغ 


المفتش التربوي الأستاذ غصوب دندشي

رئيس الهيئة الاستشارية لمجالس الأهل في الشمال الأستاذ عبد الحميد عطية

مدير تكميلية طرابلس الأولى الأستاذ علي حمد

السيدات والسادة زميلاتي وزملائي أفراد الهيئة التعليمية في تكميلية طرابلس الأولى  

أيها الحضور الكريم

في صبيحة هذا اليوم الذي صفت سماؤه وخيّم الهدوء في ارجاء ملعب مدرستنا وكانها ساعات السكون والثبات، واحسست بأن الزمن قد توقف لولا اعتراض مجموعة في الصبايا اللواتي بادروا بالقاء تحية الصباح بعين ترقرق فيها الدمع وبكلمات تعثر فيها السمع.

أين الماما نعمت... هل تركتنا... كيف نلتقي بها... من يرعانا... من يحتضننا؟؟

نريدها... نريد أن نلتقي بها... نريد أن نراها... نعم نريد أن نراها كل يوم! نراها بكم معلمتي... نراها بالنظار الطيبين نراها بالمدير الرؤوف.

بهذه الصورة كان لنا صباح وبهذه الصورة نلتقي في هذه الظهيرة المباركة. كيف لا... ونحن أمام جمع غفير من الأحباء والزملاء الذين اصرّوا على المشاركة بهذا الحفل الكبير بتكريم مديرتنا الحبيبة وأمنا الطيبة السيدة نعمت فنج كبارة.

فمبروك لك هذا التكريم ونتمى لك من القلب مدير العمر ومزيد الصحة والعافية ولنكن جميعا صوت الأهالي الأعزاء وصوت الطلبة الأحباء فلنجب عليهم ليطمئنوا بأننا كلنا سنبقى على صورة الأم الحبييبة، على صورة نعمت فنج مرددين معاً أنت بالقلب وبالبال والخاطر مع كلمة المدير...

أمال صبّاغ


2 ـ كلمة المدير


بسم الله الرحمن الرحيم

حضرة رئيس المنطقة التربوية في الشمال المحترم

حضرة المفتش التربوي الأستاذ غصوب الدندشي المحترم

حضرة رئيس الهيئة الاستشارية لمجالس الأهل في الشمال المحترم

حضرة المديرة المكرمة السيدة نعمت فنج المحترمة

حضرات الزميلات والزملاء

أيها الحفل الكريم

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته

سبع وعشرون سنة مرت وكأنها حلم تعرفتُ فيها على المربية الفاضلة السيدة نعمت فوجدت فيها الإنسانة العصامية التي قسمت حياتها إلى مراحل ثلاث.

أولها بناء الأسرة في بيتها على حب الخير والعطاء والتفاني حيث نجحت في ذلك وكانت المثال والمنال بحيث نال كل من أفراد أسرتها حظه الوافر في هذه الحياة.

وثانيها مرحلة تأسيس وإدارة مؤسسة تربوية التي أصبحت في الصف الأول بين زميلاتها في مدنية الفيحاء العزيزة والتي أثمرت بجهودها وحسن إدارتها النتائج التي يتوق إليها كل مسؤول مما جعلها تحصل على ثقة المسؤولين والمجتمع الأهلي ونالت الكثير الكثير من شهادات التقدير والتنويه على مختلف الأصعدة التربوية التي نالتها. خاضت السيدة المكرّمة معترك الحياة الاجتماعية في المؤسسة التي رأستها أعني بذلك لجنة الأمهات في الشمال العاملة في حقل رعاية الأيتام وحقوق المرأة في جميع ميادينها على المستوى المحلي وعلى مستوى الوطن.

حيث برهنت بجدارة وثقة على حق المرأة بأن تطالب المجتمع الإنساني بالمشاركة لأنها تمثل نصفه، وتركت بصماتها في جميع نواحي الحياة البيتية والتربوية والإنسانية وكانت بحق رائدة في جميع هذه الحقول وعلّمتنا الكثير الكثير والّذي سوف لن ننساه أبداً تلك الوديعة التي سنواظب على ديمومتها وتألقها وسنخدمها بأسفار عيوننا ونوليها العناية التامة حيث سيكون طيفك موجوداً في كل زاوية من زواياها ونستلهم من حياتك كيفية العمل الدؤوب الذي نمارسه في حياتنا اللاحقة حتى تكون على مستوى المسؤولية بالتعاون والتكاتف مع زميلاتنا وزملائنا من الهيئة التعليمية الكريمة.

وما تكريمنا لحضرتك اليوم إلاّ عربون محبة وتقدير ولكن لن يفي ذلك معك في العطاء المميز ولكن نستمحك عذراً سيدتي الفاضلة ونرجو قبوله عرفاناً منّا بالجميل وبالتضحيات التي قدمتيها لنا وللمجتمع التربوي. وختاماً نتمنى لك حياة مديدة محفوفة بالرخاء والسعادة.

والسلام عليكم

الأستاذ المدير بالنيابة 

علي حمد

3 ـ كلمة المعلمة السيدة هدى مبسوط

طفلةٌ في التاسعةِ ربيعاً

تجلسُ على مقعدِ الدراسة

تتطلعُ بعيونٍ شاخصة

إلى معلِّمَتِها الطّويلةِ السّمراء

لتغرفَ من فيضِ ابتسامَتِها

العلمَ والمحبَّةَ والإيمان

تنظرُ إليها وتقولُ في سرّها

كمْ هي رائعةٌ معلّمَتي

وكمْ أريدُ أنْ أغدوَ كبيرةً مِثْلَها

تمرُّ السّنُون وتَكبُرُ التّلميذة

ويكبرُ مَعها الحِلمُ والإصرار

وها هي أمامَ معلِّمَتِها الأولى

تشارِكُها أَنبلَ مِهنةً في الدُّنيا

فقد أصبَحَتا زميلتينِ في مدرسةٍ واحدة.

* * *

نعم يا سادة...

كم كانَ حظّيَ كبيراً

حين عملتُ وهذه المربيّةُ الفاضِلة

واكتسبتُ من عظيمِ خبرَتِها

وتشرَّبْتُ من حكمَتِها

وتفاعلتُ مع تطلُّعاتِها التَّربويّة والإجتماعيَّة

وساهمتُ في تنشئةِ أجيالٍ للمُستقبَل

كم كنتِ بالغةَ التأثّر بالإنسانيّة في تعامُلِها

مع كلِّ مِحنَةٍ وشِدَّةٍ ألمّت بي وبعائلتي

وبالصداقةِ الرّائعةِ الّتي نشأتْ بينَنَا

وبالدعمِ المَعنوي الّذي لم ينقَطعْ يوماً

رُغمَ انضمامي إلى التّربيّة الصّحيحة

بعيداً عن ركبِ الإدارةِ والنّظارة

وها أَنا الآن أيُّها السَّادة

كما وضعتْني الأقدارُ في بدايةِ مشواري

أمامَ مثلي الأَعلى ومُعلِّمتي الأولى

أراني في نهايةِ مشوارَكِ التَّربوي

أَنضمُّ مُجَدّداً إلى مدرستِك

أَقِفُ وفي يدي لوحةٌ صغيرةٌ

نُقشت فيها حروفٌ مِن ذَهَب 

أُقَدِّمُها إليكِ عربون وفاءٍ وتقدير

متمنيَّةً أن يكونَ هذا اليومُ بدايةً جديدة

لحياةٍ مفعمةٍ بالعطاءِ والخيرِ والصّحة

وشكراً لك يا معلمتي

يا ست نعمت

هدى مبسوط

 

4 ـ كلمة المنسقة اللغة العربية السيدة أمال عرابي آغا


السيد رئيس المنطقة التربوية

المفتش التربوي لقضاء طرابلس

السيد رئيس الهيئة الاستشارية لمجالس الأهل

السيدة المديرة الفاضلة

الزملاء والزميلات أفراد الهيئة التعليمية

الحضور الكرام

يا له من شرفٍ عظيم أن يعهد إليّ في الترحيب بكم!

ويا لها من فرصةٍ ذهبيةٍ أُتيحت لي كي أتحدّث باسم زملائي وزميلاتي رسل العلم والمعرفة بمناسبة تكريم السيدة المديرة...

إنّ هذا اليوم ما هو إلاّ احتفاءٌ بتكميلية طرابلس الأولى الرسمية للبنات بأسرها فكيف والمحتفى بها السيدة نعمت فنج كبارة؟

أيها الحفل الكريم

ماذا أقول لكم في هنيهات يهيمن فيها الوجدان ويقف العقل حيران؟ وأنا أرى هذا المشهد يرتسمُ على شفافِ قلوبنا بعينِ الحزين. حبّذا لو أستطيع أن أحدثكم بكلّ ما يدور في خلدي، ولكن أنىّ لي هذا وعقارب الساعة تزحف حثيثاً، وحديثُ القلوبِ يطولُ كثيراً. الأيامُ تتابعُ وتتعاقبُ ويبقى شيءُ واحدٌ خالدٌ إلى الأبد. السيرةُ الحسنةُ والعملُ الطيّب

سيدتي الفاضلة.

ليس أجمل من أن يكونَ اجتماعُنا بكِ دوماً اجتماعُ فرحٍ وسعادة! وليس أجمل أن تكون مناسبةُ تكريمكِ عنوانَ لقائِنَا.

إنَّ هذه اللحظةَ ليست لحظةَ وداعٍ فحسب إنها لحظةُ التعبيرِ عن أعمقِ تقديرنا فالكلّ يعرفُ من أنتِ! والكلّ يعلمُ ما هو عطاؤك!

واحدٌ وثلاثون عاماً قضيتِها في الإدارة لم تهدإي فيها حتّى آخرِ دقيقةٍ قضيتِها معنا. كُنتِ مثالاً حيّا في الهمّةِ والنّشاط يُحتذى به تربيةً وتعليماً، أخلاقاً ومناقبيةً عاليةً، وقدوةً حافزةً على احتذائها في الكفاءةِ والعملِ والسّلوك. فمثلكِ يترُكُ بصمةً دامغةً مضيئة.

ستظَلّ أبداً تنيرُ عقول وقلوب من عرفها وتعامل وتعامل معها. لذا فإنّك لستِ بحاجةٍ لشهادةٍ من أحد، فأعمالكِ وانجازاتكِ خيرُ شاهد. ومهما قُلنا فيكِ لم ولن نفيكِ حقّك.

أيّتها المربيّة الفاضلة 

بتقاعدك خسارة كبيرة للتّربية والتّعليم بشكل عامٍ ولتكميليةٍ طرابلس بشكل خاص. كنت رائدةً ورمزاً من رموزها الفاعلين. لقد تمتعت بكفاياتٍ ومؤهلاتٍ وقدراتٍ ومواقفٍ مهنيّةٍ وشخصيّةٍ أهّلتكِ للقيام بقيادة وتنظيم الجهد البشري من أجلِ تنفيذ التغيير المنشود والمخطط له على أكمل وجه. فجمعتِ بين الدّورين: القيادة الإدارية والقيادة التعليميّة. من ناحية تأثيره على انتاجيّة المدرسة، وازنتِ في عملكِ القياديّ بين البعدِ المتّصل بتطوير البنية التنظيمية وبين البعد الآخر في توطيد العلاقات الإنسانية المبنية على أساس التعاون والمشاركة والتشاور داخل أسوار المدرسة وخارجها أيضاً. آمنتِ بأنّ القيادة كسمةٍ عامل تأثير في تحريك مجهود الأفراد والجماعات للقيام بأعمالهم على أكمل وجه. انطلقتِ من قناعة أنّه لا يمكن للتّعليم أن يتطور إلاّ من خلال المعلمين فعملت على الارتقاء بمحتوى أدائهم من خلال عددٍ من الدّورات التدريبية. كان همُّكِ الأساسيّ أن تحقّقي حسن سير عملِ المدرسة.

فحكمتِ على مجريات الأمور بموضوعيّة واحترمت آراء الآخرين ولجأت إلى النّقاش البنّاء، ووجّهت التّلميذات وأنشأتهنّ  على معرفةِ حقوقهنّ وواجباتهنّ وعالجت مشاكلهنّ السلوكيّة والمسلكيّة... وكنت تمتلكين رؤى تربوية تستندين عليها في تحسين عملية التعليم والتّعلم.

قمتِ بمهامكِ على أتمّ وجهٍ من إدارة شؤون الهيئة التّعليميّة وإدارة شؤون التّلميذات، ومعالجة قضايا الإنضباط، وتطوير النشاطاتِ اللاصفيّة. ملكتِ القدرة على التّواصل مع المجتمع المحلّي من خلال التّشاور مع الأهالي. فحزتِ على ثقتهم.

كنتِ منشّطة للتغيير في زمن التغيّر السّريع وأظهرتِ قُدرةً على الإِمساك بزمام الأمور ودفع المؤسسة التربوية إلى تحقيق أهدافِها من خلال تحريك مجهود الأفراد فيها للقيام بمسؤولياتهم على أكمل وجه. باختصار، تمتعتِ بمواصفاتِ مدير المدرسة المعاصرة.

بتضحياتكِ ونبلِ عطائكِ وإيمانكِ بسموّ رسالتكِ بلغت تكميلية طرابلس ما بلغته من نتائج وحقّقت ما حقّقته من انجازات. واحتلّت مراكز الصدارة في كافة الامتحانات الرسمية والمسابقاتِ على مختلف الصعدِ العلميّة والثقافيّة والريّاضيّة.

نهنئ أنفسنا بك، لقد كنتِ جادّة، متطوّرة، مبدِعة، خلاّقة، كنّا سعداء بالعلاقة الودّيّة القائِمة على النّظام والاحترام والمودّة والإخلاص.

بوداعك يكبرُ القلبُ، ويزدادُ الاحساسُ بالمسؤوليّة. كوني على ثقةٍ بأنُّ المدرسة ستبقى مدينةً لكِ، وإن ما أودعتِه من خبرة وثقافة تربويةٍ ستبقى ساريةً تتجدد في كيان كلِّ جيلٍ جديد. فاهنإي أيّتها المربيّة الفاضلة بما أهّلتكِ له أعمالُك المحمودة في خدمة البلاد وانشطي للمكارم بما عُرفت من سمو النهضة وعلو الهمّة والحزم والثبات، حتى تزدادي ارتقاءً في سلم المعالي. فأعمالك المبرورة، ومساعيكِ الجليلة رفعت مقامكِ في النّفوس ونشرت لكِ أطيب عبير في القلوبِ لأنّك عطاءٌ متأجّجة ناره وقلبٌ نابضةٌ خفقاته بين المحتاجين، ولأنّ في أعماقك رفضٌ للجهل والبؤس والحرمان. فيك روحُ الأخوّة والسّعي الحثيث لخدمةِ كلّ محتاج يئنُّ تحت سطوةِ القدرِ التي لا ترحم.

سيدتي المديرة.

كلمة واحدةٍ أنتِ إنسانةٌ مميّزة. زادكِ الله رفعةً وجلالاً وأحياك مديداً تحت مخيّم العزّ والعلاء.

عشتم وعاش لبنان

وعاشت تكميلية طرابلس الأولى حاملة راية العلم والمعرفة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آمال اعرابي آغا

منسقة اللغة العربية

 

5 ـ كلمة الشاعرة السيدة المعلمة نهى دائزلي 


إلى السيدة الفاضلة نعمت فنج كبارة المحترمة مع خالص حبي وتقديري

يا مِنبرَ العلمِ هذه زَنبَقَةٌ

في إكليلِ غاركِ أسهمت

أسستْ بوتقةً في العطاءِ مفخرةٌ

شفتْ بها جراحاتِ الزَّمانِ وتقدّمت

نَجمةٌ نورٍ أضاءَتْ بِحبّها

مجتمعُ جيلٍ حياتَهُ أظلمت

تسلقّتِ الصِّعابَ درجَ صخرٍ

تكسرتْ صمدتْ ولكن ما استسلمت

ناضلتْ الأيّام بروحِ الفارس

والقربانُ زهرةُ العمرِ ما ندمت

عالجتْ رياحُ هذا الجيلِ وهي عتيةٌ 

وسيفُ كرمِ النّفسِ ما أغمدت

زرعَتِ الورودَ في قممِ الأرز

فاحَ العبيرُ معلِّماتِ المجدِ علمت

لا تحزني سوسنةَ الأدبِ البيضاء

يداكِ عيناكِ في قلوبِنا رُسمت

ستظلُ مسيرتُكِ وسيرتُكِ

سُنةً ونهجاً ومدرسةً منكِ نمت

سلّمتِ المشعلْ كالنّار وهاجاً

سيخلدُ نورك يا حبيبتي نعمت

نهى دائزلي

 

6 ـ كلمة الدكتورة خديجة كبارة


بسم الله الرحمن الرحيم

وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها

آية عظيمة من آيات قرآننا الكريم تعبر عن وفرة نعم المولى علينا كبشر، ولكننا أيضاً كعائلة عندنا نعمة إضافية مميزة ألا وهي نعمتنا.

لسنا في صدد تعداد مزاياها

كأم وكلنا نعلم ما فعلت كي نصل إلى ما وصلنا إليه في هذه الحياة فتضحياتها وتفانيها أمامنا؛ من الأمور التي نعدّها بيننا وبينها يكفينا فخراً أنه كلما ذكر اسمها تسارع الناس إلى الثناء عليها ومديحها بل والدّعاء لها.

ولا كشخصية اجتماعية من الدّرجة الأولى ورئيسة جمعية خيرية معروفة في كل لبنان.

نكتفي اليوم بالإشارة إلى ما شكلته المدرسة بالنسبة لها تدريسة وإدارة.

أقلّ ما يقال أن المدرسة احتلت المكانة الكبرى في حياتها جهداً ومتابعة وقدسية، الأساتذة الاجلاء التلاميذ ومشاكلهم كل ذلك كان يرافقها حتى إلى البيت لم تكن نعمت من النّاس الّذين يرجعون إلى المنزل وقد رموا حمل العمل خارجه بل كانت تتعامل مع ذلك بكل إنسانية واندفاع وعطاء خارج أوقات الدوام ايضاً.

حتى بات الجسم التعليمي في مدرسة تكميلية طرابلس الأولى للبنات التي أسّستها جزءاً من عائلتنا.

كيف لا نذكر هنا تانت هدى مثلاً رفيقة العمر التي باتت تشكل أحد أفراد الأسرة، التي أصرّت حتى بعد تقاعدها على الاستمرار بالحضور لتبقى إلى جانبها وتانت دعد أيضاً رفيقات الدرب الأوائل، الأستاذ علي الذي بات اليد اليمنى لها. استاذ غابي الذي هو أيضاً ما زال مصراً على الحضور إلى المدرسة ومتابعة عطاءه حتى بعد التقاعد (مدرسة وطريقة من التفاني وحب العمل وقد سبقه، تنتمي إليها هذه المجموعة المميزة من المعطائين) أستاذ موريس وغيرهم أسماء دخلت حياتنا وطبعتها ليعزرنا الجدد الّذين لم نعرفهم جيداً بسبب غيابنا وسفرنا؛ هذا بالإضافة إلى الحاج وأم خالد.

أصبحنا نشكل وإياكم عائلة واحدة نتفاعل معكم وتتفاعلون معنا، بل وصل الأمر إلى تجاوز حدود جدران المدرسة إلى الحيّ بأكمله من تجار وحرفيين وما أبو طارق إلا منال على ذلك.

نحن وإن بعدنا أصبحنا نحس بالحنين إلى كل المنطقة ساحة النجمة وكل ما حولها.

هذه هي نعمتنا وتأثيرها على الجميع.

إليكم جميعاً نقول محبتكم في القلب دائمة وكذلك مكانتكم أنتم الجزء الأجمل من حياتنا وطفولتنا تحية لكم وشكراً جزيلاً.

أخيراً وليس آخراً لا نقول إلا هنيئاً لنا رجوع ماما إلينا وبيننا كلية لنا لا ينافسنا عليها حالياً إلاّ الجمعية وأعمالها الخيرية المتجددة وهذه قصة أخرى وميدان معركة آخر تخوضها نعمتنا لينتصر إن شاء الله فيه الخير على العوز والحاجة.

د. خديجة كبارة 

 

7 ـ كلمة الجمعية السيدة خديجة علم الدين


حضرة المفتش التربوي الأستاذ غصوب دندشي

حضرة رئيس الهيئة الاستشارية في لجان الأهل

حضرة مديرة أفراد الهيئة التعليمية في مدرسة طرابلس الأولى للبنات

زميلاتي في لجنة الأمهات.

هل يتقاعد المرء وفوران دماء الخدمة في شراينيه لا ينفك يموج ويهوج؟ وهل يقبل الإنسان أن ينزل خادمٌ صادقلإ لمجتمعه عن ديوان الاندفاع والعمل التعاوني في الشأن العام؟ وهل من يعرف الصديقة والأخت والأم نعمت فنج بحيويتها، يصدق أن قطار العمر حطّ أولى عرباته في مفصل من مفاصل الزمن؟!

لقد استطاعت نعمت فنج في 43 عام ونيّف أن تقول كلمتها في هذه الدنيا دون أن تتوقّف وبقيت صامدة رغم الظروف التي واجهتها من يأس وأمل في نجاح نشاطاتها ومشاريعها، فلم تقصّر في خدمة أمٍ أو رعاية يتيم. لقد نجحت نعمت فنج في أن ترسم صورة بهية حضارية للتكامل الإجتماعي، فلم تردّ أحداً خائباً، ولا أقفلت بابها بوجه طالب حاجة، إلتزاماً منها بإيمانٍ بالله تعالى الذي يتنزّل بركاته على أهل العطاء بفرح وحبور، ونعمت فنج واحدة من طليعة هؤلاء الأهلِ العاملين بصمت كنهضة المجتمع وصيانة أبنائه.

لقد عملت الأخت نعمت فنج في دعم حياة الأم، من أجل أسرة أفضل وتربية أحسن، كما عملت في الهيئات النسائية كأمينة للسر، وهي الواقفة كبئر ماؤها محيية أمام أسرار العائلات وأحوالها وأوضاعها الإجتماعية الصعبة. كما انصرمت زمن الحرب والإضطرابات إلى إيواء المهجرين وتأمين المساعدات لهم.

لم تكتفِ نعمت فنج بالعمل في المجال الطرابلسي والشمالي، بل انطلقت حاملة خبرة اجتماعية حضارية ورائدة إلى لبنان كلّه، وتخطّت الحدود وصولاً إلى مشاركتها في عدة مؤتمرات دولية، هدفت إلى تظهير دور المرأة اللبنانية والعربية في الحياة الاجتماعية، وإبراز مساهمة المرأة في التطور الحضاري الفاعل في المجتمع.

لقد جمعتِ أيتها العزيزة ما بين التربية والرعاية الاجتماعية، فكنت مديرة قديرة، قدمت لطرابلس وخلال واحد وثلاثين عاماً، أفواجاً من الأجيال الصاعدة، سلّحتهنّ بالعلم، وزينتهنّ بالفضيلة والأخلاق الحميدة، وقدّمت للمحتاجات منهنّ، وخلال هذه المدّة الطويلة ولعوائلهن، المساعدات المختلفة، فكنت تضيئين الطريق لكلّ طالبة علم لا تقوى على متابعة درسها، بسبب الظروف المعيشية الصعبة فمن تأمين الكتاب المدرسي، إلى المساعدات الطبية والحصص الغذائية المختلفة، وثياب الأعياد وسواها... تقديمات كبيرة كنت تدعينا دائماً إلى مشاركتنا بها، وإلى المساعدة لتأمينها في مطلع كل عام دراسي.

نحن اليوم يا نعمت فنج نكرمك ليس من أجل التقاعد، بل من أجل تجديد التعاقد معك على الإحسان والبر ومكارم الأخلاق، ونقول لك بإسم الأيتام وأمهاتهم والمسنين، آنّ أوانَ راحتك لم يحُن راحتك لم يحن بعد، فالعمل كثير، والفعلة قليلون...

الا أمّدك الله بالصحة والعافية كي نعمل جميعاً وفق الآية الكريمة: "... وأمّا اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر، وأمّا بنعمة ربّك فحدِّث".

وأنت أيتها العاملة بصمتٍ وحُب من نعم الله تعالى علينا أنّك دائماً معنا.

وفّقك سبحانه وهدى خطانا إلى إلتزام قضايا المساكين والمحتاجين في مجتمعنا.

كلمة الجمعية السيدة خديجة علم الدين

وكذلك كن هناك كلمة رئيس الهيئة الإستشارية لمجالس الأهل في الشمال

وكلمة السيدة نعمت فنج كبارة





تألفت لجنة الأمهات في لبنان بموجب علم وخبر رقم (506) تاريخ 27/04/1960, تأسس فرع طرابلس سنة..