وَجهُ أُمّي .. وَجهُ أمّتي
للمرأة الطرابلسية والشمالية لمسات دامغة على صفحات العمل التطوعي والخيري والإجتماعي

5/27/2013 12:00:00 AM  //  

إستقبلت "البيان" إحدى الرائدات في المجتمع الطرابلسي، السيدة نعمت فنج كبارة، المربية الفاضلة ورئيسة لجنة الأمهات والهيئات النسائية الموحدة، حيث تناولت مع السيدة نعمت مسيرتها في العمل الإجتماعي والخيري والتطوعي، وألقت الضوء على تجربتها الغنية كرئيسة للجنة الأمهات وللهيئات النسائية الموحدة.
رائدة من مدينتي
من المؤكد أن هناك الكثيرات والكثيرين ممن يعرفون السيدة نعمت فنج عز المعرفة. لكنها تبقى بالنسبة لشريحة من المجتمع الطرابلسي تلك الجندية المجهولة الواقفة وراء الكواليس. فكان لا بد من تقديم بطاقة تعريف بالسيدة نعمت فنج.
إنها سيدة طرابلسية وُلدت ونشأت في الفيحاء، وهي متزوجة من المرحوم السيد بشير كبارة ولها أربعة أولاد. عملت في حقل التعليم لسنوات، وتولت في العام 1977 إدارة مدرسة تكميلية طرابلس الرسمية للبنات، وقد ساهمت السيدة فنج كبارة مع باقة من الزميلات والزملاء في تأسيس وانطلاقية هذه المدرسة الرسمية التي كانت حاجة ماسة لأبناء منطقة النجمة المكتظة بالسكان. فكانت تلك المدرسة من أنجح المدارس الرسمية في تلك الحقبة الزمنية، واستطاعت أن تنجز أفضل النتائج في شهادة البروفيه، خاصة وأن المدرسة الرسمية في تلك الفترة كانت تعاني من عثرات كثيرة.
الفرع الأول للجنة الأمهات في لبنان كان من طرابلس
بعد هذا البورتريه السريع عن رئيسة لجنة الأمهات، نتابع مشوارنا مع السيدة نعمت فنج لتحدثنا عن بداية إنطلاقها في العمل التطوعي والخيري، فتقول: "خلال عملي التربوي، وفي سنة 1981 تلقيت دعوة من رئاسة "لجنة الأمهات" المركزية في بيروت، وقد طلبت مني إفتتاح وإدارة الفرع الأول للجنة الأمهات في لبنان بطرابلس. وبعد أن اطلعت على أهداف اللجنة التي تصب في خانة تعزيز دور الأم اللبنانية وتثقيفها وتعليمها وتوعيتها، وافقت مع كوكبة من السيدات الطرابلسيات على افتتاح الفرع الأول في العاصمة الثانية الفيحاء."
وتضيف: "لجنة الأمهات في لبنان أنشئت في مركزها الأساسي ببيروت من قبل كوكبة من سيدات المجتمع البيروتي وهنّ: الدكتورة أنطوانيت معلوف، نجيبة جميل الخطيب، ماري سيوفي عون وسلوى غلام عقل. تلك السيدات هن مؤسِّسات لجنة الأمهات في لبنان. وتصب أهداف اللجنة في رفع مستوى الأم اللبنانية صحياً وثقافياً وإجتماعياً وخلق جو صحي في البيت وفي المدرسة للمجتمع والناشئة. إنها تهدف الى إصلاح المجتمع، والأم هي ركيزة المجتمع. فكما تربي الأم فإنها تخرج للمجتمع ما عملت على صقله وتنشئته وتربيته. لهذا فإن المجتمع هو صنيعة وإنتاج أيدي كل الأمهات. من هنا، فإن العمل على تثقيف وإعداد وتسليح الأم هي من أولويات لجنة الأمهات."
إنطلاق رحلة الألف ميل
في العام 1981، تسلمت السيدة نعمت فنج من السيدات المؤسسات ختم اللجنة وانطلقت في رحلة تأسيس الفرع الأول للجنة الامهات في لبنان بطرابلس. لم يتوفر للجنة مركز لها بداية الطريق. لهذا تقدمت السيدة نعمت من وزارة التعليم بطلب السماح لها ولأعضاء اللجنة باستخدام المدرسة كمركز مؤقت يجتمعن به بعد الدوام الرسمي ريثما يتدبرن أمورهن. وافقت الوزارة وانطلقت السيدات في رحلتهن الطويلة. تقول: "بعد سنة على افتتاحنا فرع طرابلس افتتح فرع صيدا وتوالت الفروع وأصبح للجنة الامهات عشرة فروع ممتدة على كافة الأراضي اللبنانية.
فريق عمل رائع واكبني منذ اللحظة الأولى
وتعلق السيدة نعمت: "لولا وجود فريق عمل متكامل ومتجانس ومن نفس النسيج رافقني منذ اللحظة الأولى من التأسيس لما نجحتُ في رئاسة لجنة الأمهات. فلهؤلاء جميعاً الفضل في نجاح مسيرة اللجنة المستمرة منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن. عمدنا في بداية مسيرتنا الى تعزيز دور الأم في الأحياء الطرابلسية الشعبية، وكنا قد حققنا هناك خرقاً كبيراً، حيث عرفنا الأمهات على العديد من الأمور التي كنّ يجلهن وجودها.. وركزنا على خلق فرص عمل لتلك الأمهات الأرامل، وقد نجحنا في إحراز بعض التقدم على هذا الصعيد.ومن خلال مساهمات الأيدي البيضاء تكفلنا بعدد من الأيتام في منزلهم للمحافظة على تواجدهم مع أمهاتهم وأخواتهم وأفراد العائلة. وقد أصبح لدينا مركز وصالة كبيرة نستقبل بها كافة ورش العمل والإجتماعات واللقاءات. كما أننا قمنا في العام 1991 باستحداث مطبخ يقدم كافة المأكولات الطرابلسية الدسمة. ونحن نمتاز بصنع العديد من الأصناف، وقد أصبح لدينا سمعة جيدة في طيبة مأكولات مطبخنا ونظافته وخدماته وجودة منتوجاته."

نعمت فنج رئيسة للهيئات النسائية الموحدة في طرابلس والشمال

ha2at-nisa2iya.gif
رئاسة الهيئات النسائية الموحدة
أما حول توليها منصب رئيسة الهيئات النسائية الموحدة خلفاً للسيدة المرحومة صباحات الصالح صابونجي، فتخبرنا السيدة نعمت قائلة: "لقد أسسنا هذا التجمع في العام 1983 وهو عبارة عن تجمّع يضم مجموعة من الجمعيات النسائية الناشطة والعاملة والقانونية، وأطلقنا عليه إسم الهيئات النسائية الموحدة. لقد كنت لسنوات طويلة أمينة سر هذا التجمع. ولقد أنتدبت منذ أربع سنوات لأكون ممثلة الهيئات النسائية في المجلس النسائي في بيروت. فاستلمت الدكتورة فاطمة بدوي أمانة السر. وبعد وفاة السيدة صباحات الصابونجي، رحمها الله، تسلمت رئاسة الهيئات النسائية الموحدة بالتزكية."
وتختم السيدة نعمت فنج كبارة قائلة: "يصب عملنا على إشراك المرأة في الحقل الميداني كونها تمثل نصف المجتمع وتتكامل في دورها مع الرجل. لهذا لا يجوز أن تكون بعيدة عن المعترك السياسي ولا عن المناصب السياسية ولا عن العمل السياسي ولا عن المجتمع المدني بكافة مجالاته. لن يتحقق هذا الأمر بين ليلة وضحاها، مع أننا بلد سبّاق في كل شيء، وخاصة في ريادة المرأة فيه. لكننا ما زلنا في بداية طريقنا لتحقيق بعض من مكتسابات المرأة اللبنانية."

وأعربت فنج عن مواصلة الهيئة نشاطاتها لدعم المرأة على كافة المستويات الإجتماعية والثقافية والصحية وفي كل ميدان إنساني يمكن أن تحتاجه، وسيتم العمل على وضع مشاريع ونشاطات وخطط مقبلة لتنفَّذ بوقت قريب.




تألفت لجنة الأمهات في لبنان بموجب علم وخبر رقم (506) تاريخ 27/04/1960, تأسس فرع طرابلس سنة..