وَجهُ أُمّي .. وَجهُ أمّتي
رحلة لجنة الأمهات الى اسطنبول

6/8/2013 12:00:00 AM  //  

       الى اسطنبول سر... والرحلة مع لجنة الأمهات لها طعمٌ آخر!  

                                                 الأستاذة أمل زيد حمزة

عملية الحجز تمت قبل أكثر من شهر، ولم يبقَ من خيار أمامنا سوى الشروع بهذه الرحلة التي يمكن أن أصفها بأنها كانت من أجمل وأمتع الرحلات في حياتي. وربما يعود السبب في ذلك الشعور الى كوكبة رائعة من السيدات الطرابلسيات اللواتي كنّ في تلك الرحلة قلباً واحداً ويداً واحدة وروحاً مرحة لا تعقيد فيها ولا تكلف، بل عفوية وطيبة ومحبة متبادلة بكل ما تعنيه هذه الكلمات من معنى.
رئيسة الهيئات النسائية الموحدة في طرابلس والشمال ورئيسة لجنة الأمهات السيدة الفاضلة نعمت فنج كبارة كانت "ربانة السفينة" التي انطلقت بنا لنرسو على شواطئ اسطنبول.
في مدينة العراقة والماضي الأصيل... في معقل التاريخ الناصع والمجد الإسلامي العريق حططنا الرحال. وكانت لي فرصة وللمرة الثالثة بأن أجول مع صديقات رائعات على المعالم التاريخية، وأن أزور مجدداً القصور والمساجد والكنائس وجزيرة الأميرات والجبل الأخضر في بورصة... وغيرها من الأماكن التي بقدر ما أشعرتني بعظمة التاريخ والعمران، بقدر ما أدخلتني ورفيقاتي في مغبة الحسرة على مدينتنا طرابلس التي تزخر بمعالم تراثية وبكنوز أثرية لا تقل عراقة وأهمية، ولكن يد الجهل والفساد والأنانية حولت معظمها الى "خرابة" وزجت بها في غياهب الإهمال والتقصير والنسيان.
خمسة أيام كانت مدة الرحلة، لم يغب فيها همُّ المدينة عن أحاديثنا وأذهاننا. كانت رائحة البارود وزعيق القذائف وأزيز الرصاص تقض مضاجعنا إذ كانت رفيقتنا الملازمة لتلك "السفرة" القصيرة.
كانت عيوننا على اسطنبول الجميلة... وكانت قلوبنا على أهلنا ومدينتنا الحبيبة.
شوارع اسطنبول تغيرت، اتسعت، أصبحت أكثر رونقاً وفساحة وجمالاً. شارع التقسيم مزدحم بحشود من السياح والزائرين، حتى تخال أن شعوب الدنيا قاطبة موجودة في هذا المكان.
عجقة سير تحكي ازدهار الحركة التجارية والسياحية والاقتصادية... شوارع تعج بالأنوار وتضج بالحركة والموسيقى... مطاعم على مد العين والبصر تحتاج لأن تكون موفور الحظ لتفوز بحجز على مقاعدها... أشجار شامخة خضراء متأصلة الجذور والسنين ترخي على الأحياء والأزقة والطرقات معالم الجمال... وحدائق غناء تصطف الورود والزهور على جنباتها فتروي النفوس العطشى الى لوحات مشابهة غابت عن مدينتنا بقوة الحفريات، وبعبث مشاريع "الشق والنبش والبحش"، التي قصفت عمر أشجارنا واغتالتها في ومضة عين وفي غفلة زمن.
عدنا من اسطنبول ظهر الأربعاء الفائت. عدنا بعد أن وطّدت تلك الرحلة الجميلة أواصر المحبة والود والصداقة مع باقة عطرة من سيدات لجنة الأمهات، ومن صديقات للجنة بلغنَ الـ16 سيدة.
سيبقى هذا "المشوار" ذكرى عطرة وطيبة في قلبي وفي أعماق ذاكرتي... وعلى أمل القيام برحلة أخرى مشابهة، مع التضرع الى الله أن تكون طرابلس في حينها قد استعادت عافيتها، واستقر وضعُها واستتب الأمن في ربوعها.
للجنة الأمهات بشخص رئيستها وسيداتها أقول: شكراً مع محبتي. ولصديقات الرحلة المميزة أقول: الى اللقاء في موعد آخر.




 




تألفت لجنة الأمهات في لبنان بموجب علم وخبر رقم (506) تاريخ 27/04/1960, تأسس فرع طرابلس سنة..